القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف
تفاسير سور من القرآن
65383 مشاهدة
سبب نزول قوله تعالى: إنما النسيء زيادة في الكفر

...............................................................................


وسبب نزول هذه الآية الكريمة هو ما أشرنا إليه بالأمس أن الكفار كانوا يتلاعبون في الأشهر الحرم. وبعضهم يكون في أشهر الحج، فيحرمون منها ما لم يحرمه الله، ويحلون ما لم يحلله الله؛ فبين جل وعلا في هذه الآية أن ذلك كفر على كفر، أنه كفر ازدادوا به كفرا على كفرهم الأول .
والعلماء مختلفون في أول من سن هذه السنة السيئة الخبيثة-وهي سنة النسيء- فكان بعض العلماء يقول: أول من أحدثها الملعون عمرو بن لحي بن قمعة بن إلياس بن مضر وهو الخبيث الذي هو أول من جاء بالأصنام إلى جزيرة العرب .
وهو أول من بحر البحائر فيها، وسيب السوائب، وغير معالم دين إبراهيم التي كانت في جزيرة العرب عليه لعائن الله.
وأكثر المؤرخين يقولون: إن أول من سن هذه السنة القبيحة قوم من كنانة من بطن من كنانة يسمى بني فقي، وهم من أولاد مالك بن كنانة يزعم العرب أنهم كانوا متمسكين بدين إبراهيم وكانوا يشرعون لهم ما شاءوا، ويتبعونهم فيما شاءوا، يقال: إن أول من فعل ذلك منهم رجل يسمى نعيم بن ثعلبة .
والذي قاله غير واحد من المؤرخين، وأوضحه ابن إسحاق في سيرته أن أول من فعل هذا منهم رجل يسمى القلمس والدليل على ذلك موجود في أشعارهم. واسم القلمس هذا حذفة بن عبي بن فقي وبنو فقي بطن من بني مالك بن كنانة.
كان هذا الرجل الذي هو حذيفة المعروف بالقلمس يقول لهم: سأؤخر عنكم تحريم المحرم، وأنسؤه إلي صفر فاذهبوا فقاتلوا في المحرم؛ فإني حولت حرمته إلي صفر، فهم يتبعونه .
ثم لما مات القلمس قام بهذا الأمر بعده ابنه عباد بن القلمس فكان يحل لهم هذا التحليل وهذا التحريم، ثم لما مات عباد قام به بعده ابنه قلع بن عباد .
ثم لما مات قام به بعده ابنه أمية بن قلع بن عباد ثم لما مات قام به بعده ابنه عوف بن أمية ثم لما مات قام به بعده ابنه جنادة بن عوف المعروف بأبي ثمامة كنيته ككنية مسيلمة الكذاب، وهو الذي قام عليه الإسلام، وهو في هذه السنة السيئة الخبيثة.
كانوا إذا انتهت أيام حجهم، وانقضت أيام منى ذهبوا إلى هذا الرجل الذي هو أبو ثمامة جنادة بن عوف بن أمية الكناني فيقول : أنا الذي لا يعاب ولا يجاب، ولا مرد لما أقول: أخرت عنكم تحريم المحرم إلى صفر، فيتبعونه، فجاء الإسلام بتغيير هذا، ورد كل شيء إلى محله .